تقسيم الميراث في السعودية يتم وفقا للشريعة الإسلامية، ويعرف الميراث بأنه جميع ما تركه الشخص المتوفى من أموال ومنقولات وعقارات ويتم نقل هذه الأمور إلى الورثة الشرعيين بعد أن يتم تحديد نصيب كل شخص منهم، ويتم تحديد النصيب وفقا لما أمرت به الشريعة الإسلامية في كتاب الله عز وجل، حيث أن المملكة العربية السعودية تعتمد على أحكام الشريعة الإسلامية في ما يخص قضايا الميراث، كما أن القانون السعودي يحمي النصيب الشرعي للأشخاص ويمنع الإستيلاء على تركات الغير دون وجود حق لفعل هذا الأمر.
يعتبر واحد من الأمور القانونية الصعبة والمعقدة التي تحتاج إلي درجة عالية من الدقة والتنظيم لكي لا يحدث خطأ، قامت الشريعة الإسلامية بتوضيح كيفية تقسيم الميراث في كتاب الله عز وجل، وبالتالي فإن التشكيك في الأسس التي يتم توزيع الميراث عليها أمر غير وارد وغير مقبول.
من المهم أن يتم توزيع الميراث بشكل صحيح وعادل وقانوني لأن في حالة التوزيع الغير عادل يحدث العديد من النزاعات والمشاكل بين الورثة وفي كثير من الحالات تصل هذه النزاعات والمشاكل إلي المحاكم، كذلك من الممكن أن تتسبب الخلافات في انقطاع العلاقات بشكل نهائي، لذلك من المهم الإستعانة بمحامي جيد لتوزيع الميراث بشكل صحيح وعادل.
من لهم حق في الميراث هم الأسرة أولا ومن لهم نسب صحيح، ولا يمكن منع الابن المتزوج أو الابنة المتزوجه من حقها في الميراث من والديها أي يحق للابن المتزوج أن يرث أباه وأمه ونفس الأمر ينطبق على الزوجة، كذلك يحق لكل منهما أن يرث في حالة وفاة الآخر.
يوجد في المملكة العربية السعودية طريقتين لتقسيم الميراث هما :
وهي أن يتفق الورثة فيما بينهم على تقسيم التركة دون الذهاب إلى المحكمة، وهذه الطريقة هي أفضل وأسهل طريقة للقيام بتوزيع الميراث على من لهم الحق في الحصول على ميراث.
هذه الطريقة هي الأكثر إستعمالا ويلجأ إليها الورثة بسبب عدم وجود إتفاق فيما بينهم بعد المحاولة لأكثر من مرة من أجل تقسيم الميراث، ولكن أهم ما يميز هذه الطريقة أنه يضمن لكل شخصه حقه حيث أن الميراث سوف يتم توزيعها بطريقة عادلة وقانونية. مثال الخلاف بين الأخوة على حق كل واحد منهم في الميراث بسبب شعور كل فرد منهم أنه لم يحصل علي حقه، وبالتالي لا ينجحون في توزيع الميراث فيحدث خلاف بينهم الأمر الذي يدفعهم في الذهاب إلي المحكمة لضمان حقوقهم.
نصائح للورثة تساعدهم في توزيع الميراث بالتراضي فيما بينهم وبشكل سريع هي التواصل مع المستحقين الآخرين للميراث والتعرف علي الرغبة الخاصة بكل واحد منهم، كذلك يجب التفاوض مع جميع الورثة حول تقسيم الميراث، أيضا لا بد من الصبر ومحاولة فهم الأطراف الأخرى والوصول إلي نقطة اتفاق واتصال معهم.
يوجد ثلاث طرق لتقسيم الميراث وهم :
تم ذكر الفروض في القرآن الكريم وعددها ستة هم الثلثان والثمن، بالربع والنصف، والثلث والسدس، هنا يتم تحديد الفرض وتقديره عن طريق السهم، ويتم تحديد الورثة وفقا للنص الشرعي للوارث.
تكون العصبة في الميراث للفرد الذي ليس له سهم، ويحق له الميراث بعد أصحاب الفروض.
أي شخص لديه لة قرابة مع الميت الموروث، وليس من ذوي العصبة أو السهم ويمكن القول أيضا أنها الإرث لأي من الأقرباء الغير وارثين.
ذكر الله عز وجل في القرآن الكريم نصيب كل فرد من الورثة في الميراث، لأن الميراث يبدأ بهم في حالة ما إذا كانوا موجودين من ثم يأتي بعدهم العصبة وهم ((الزوجان، والأبوان، والجد والجدة، والبنت، وبنت الإبن، والأخت، وولد الأم)).
أتي في القرآن الكريم فيما يخص الميراث، قال الله عز وجل في سورة النساء الآية الحادية عشر ((يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيما)).
يوجد الكثير من الجدل المتعلق بتقسيم الميراث بعد وفاة الأم بسبب أن الأم كريمة وتعطي أولادها بكرم وحب وبالتالي من المهم أن يتم تقسيم الميراث بحرص شديد ووضوح كبير دون مخالفة الشريعة الإسلامية لكي يكون هناك عدل.
تقسيم الميراث يختلف من عائلة إلى أخري وفقا لعدد الأبناء من الذكور والإناث، يجب العلم أنه لا يمكن تأخير الميراث إلا إذا وافق جميع الورثة على تأجيل توزيع الميراث، كذلك فإنه في حالة قام أحد أطراف الميراث بالتنازل عن حقه في الميراث لا يحق له أن يتراجع عن هذا القرار.
إذا كان أحد الأبناء يحتاج معاونة الأم وأقرب من أخوته إلي الفقر فيمكن للأم أن تعطيه بعض أملاكها وهي على قيد الحياة ولا تعطي لأبنائها الآخرين، بعد موتها إذا قامت بإثبات الممتلك للإبن يتم تعوض باقي الأبناء بشيء آخر مثل المجوهرات أو الصاغة أو غبرها لكي يتم إرضاء الجميع، أما في حالة لم تثبت الأمر فيتم سحب الهدية التي أعطته إياها وتعتبر من التركة الخاصة بها وتوزع على الأبناء.
يجب العلم أن الذهب يتم حسابه كجزء من الممتلكات دون النظر إلى مصدره لذلك يمكن أن يتم تقدير الذهب بقيمة وحسابه مع باقي الأموال.
ذكر في القرآن الكريم أن الابنة لها الحق في نصف الميراث الخاص بوالدتها، أما في حالة كان هناك بنتين فيكون نصيب كل منهما هو ثلثي التركة، أما في حالة وجود أبناء ذكور يحصل الذكر الواحد ضعف نصيب الأنثيين.
قبل البدء في تقسيم الميراث وحساب المواريث يجب القيام ببعض الإجراءات المرتبطة بحقوق الشخص المتوفى ومن الإلزام القيام بها لأنها مازالت علي ذمته حتى بعد وفاته، يتم خصم الحقوق بشكل كامل من التركة الخاصة به، وما يتبقى من التركة توزع في الميراث على الورثة الذين لهم الحق في الحصول علي الميراث.
الإجراءات التي لا تسقط عن الميت هي تجهيز الميت وهي المصاريف الخاصة بتكفين الميت وحفر القبر الذي سيدفن فيه، أيضا الديون المرتبطة بالرهن وتعتبر حقوق متعلقة بعين التركة، كذلك الحقوق المرتبطة بذمة المتوفى وهو الدين الغير متعلق برهن الذكاة أو دين الأشخاص كالقروض، أخيرا الوصية التي تجوز شرعا وهي ثلث التركة للشخص الوارث وأقل من الثلث للشخص غير الوارث.
أخيرا من المهم أن يتم الإستعانة بمحامي عند توزيع الميراث بسبب الإجراءات الكثيرة التي يجب تنفيذها ويمكن إيجاد نخبة من المحامين المختصين في الميراث في شركة رهن للمحاماة.
سند لأمر في السعودية الاستشارات القانونية في السعودية
